الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

روايه انا والطبيب لكاتبتها ساره نبيل

انت في الصفحة 1 من 30 صفحات

موقع أيام نيوز

الدكاتره كلهم رفضوا المړيضة دي للأسف يا دكتور لأنهم فشلوا معاها فشل ذريع هي مچنونة من الأخر أو ممكن نقول مېتة..
مفيش أي تحسن ملحوظ ولو واحد في المية محدش قدر يخرجها ولو خطوة واحدة من إللي هي فيه.
بصراحة صعبت عليا هتفضل عالطول كدا دي عايشة ولا كأنها عايشة على كدا أيامها معدودة ومش هتكمل عمرها.
رد الطبيب بأسف

أنا يأست معاها وجربت كل أساليب العلاج ومفيش فايدة كنت قربت أتجنن ومقدرتش أواصل أكتر من كدا واعتذرت.
دا الدكتور السابع إللي يرفض الحالة ويفشل معاها.
كانت هذه جلسة لأطباء مشفى السبيل للأمراض النفسية والعقلية من بينهم الطبيب الجديد الذي استمع لكل كلمة بإنصات واهتمام.
قام من مكانه ثم هتف بهدوء ناطقا بقراره المچنون المتهور
أنا بقبل المړيضة وتبقى حالتي الأولى هنا.
صدم الجميع من قراره بعد كل ما قيل هل سيكون أفضل من السبع الأطباء الذين أخفقوا!!
هتف الطبيب ماهر بتحذير
إنت لسه جديد في مستشفى السبيل يا دكتور قيس ولو دي حالتك الأولى هيكون في إحباط شديد لك.
إحنا واثقين من خبرتك ومن جدارتك بس إحنا متأكدين بردوه إن مفيش حالة زي دي قابلتك
أتمنى تفكر وتسيب المړيضة دي لحال نصيبها
إنت متعرفش الحالة صعبة إزاي ياريتها مثلا بتثور ولا لها أي ردة فعل.
دي مهما عملت مش بيصدر منها أي ردة فعل وتقريبا فاقدة النطق.
ارجع عن القرار المچنون ده يا قيس إنت لسه في بداية طريقك هنا.
قال بحسم وأعينه تشع إصرار
عايز تقريرها لو سمحت يا دكتور ماهر أنا واثق من قراري وهباشر معاها العلاج والمتابعة من النهاردة وبإذن الله ربنا يشفيها ويجعلني سبب.
حرك الطبيب ماهر رأسه بقلة حيلة وقال
إنت حر جرب مش هتخسر حاجة.
اتفضل دا تقريرها وأوضتها رقم ٢٠.
أمسكهم بإصرار وقال بصرامة
شكرا يا دكتور بالتوفيق للجميع.
وخرج حيث مكتبه يتطلع للتقرير ما بين ذهول وتعجب وحيرة وحزن ثم بقوة خرج وصعد حيث الغرفة ٢٠ ليقابله مصير مجهول..
اقترب من الغرفة حتى توقف أمام بابها بملامح وجه معقودة ثم أخذ يتنفس بعمق مرات عدة قبل أن يدلف للداخل بعد أن طرق الباب بخفة..
لكن ما قابله بالداخل جعل الډماء تتجمد بجسده..
ظلام دامس ټغرق به الغرفة إلا من شعاع الضوء العليل هذا الذي ينبعث من نافذة دائرية ذات زجاج قاتم..
اقترب وهو يلمح جلوسها بتصلب فوق الفراش بسكون مهيب..
وسؤال واحد قڈف لعقله..
كيف لفتاة أن تعالج من أزمة نفسية وسط هذا الظلام والكئابة!!
شعر بالڠضب يسرى بأوردته غير متقبل هذا الأمر بتاتا وهرع يبعد الستائر ذات الألوان المظلمة ثم أخذ يفتح النوافذ باتساع..
لتكون المفاجأة الثانية من نصيبه وهو يرى هذه الغرفة التي أقل شيء يقال عنها أنها تصيب بالأزمات النفسية..
الغرفة خالية إلا من مقعد واحد وفراش...
وألوان جدرانها رمادية باهتة هل هذه أجواء يعالج بها شخص محبط..!!
وسؤال أخر يدور بفلكه..
لماذا هذه الغرفة ليست كبقية الغرف!!
بقية الغرفة تعج بالحياة والأمل ملونة بألوان زاهية مزينة والضوء يغمرها وحديثة بأعلى المستويات كمستوى مشفى السبيل..
التفتت شاعرا بنبض قلبه بعنقه لتقع أنظاره على الفتاة..
ظلت أعينه متوسعة تتأملها باهتة ساكنة كاسفة انقطعت أخبار الحياة عنها..
وجه شاحب أعين يكللها حلقات سوداء تلتف من حولها جسد باهت هزيل يتدلى فوقه ثوب أبيض قطني بأكمام متسعة بينما خصلات شعرها التي استرقت أغرب لون رأته عيناه اللون النحاسي..
تجلس وأعينها شاخصة في الفراغ بينما تضم ركبتيها لصدرها ولا يشعرك أنها على قيد الحياة سوى رمشها بأعينها بين الحين والآخر..
كان قيس مأخوذا مبهوتا فسار حتى جذب المقعد وجلس بجانب فراشها يناظرها بشفقة وفضول فهي يلفها علامات استفهامية عديدة..
تنحنح ثم قال يجذب انتباهها
أنا قيس..
وابتسم يكمل بمرح
بس لا لا مش بتاع ليلى بس بيقولولي إن أمي هي إللي سميتني قيس أصلها كانت بتحب الأدب ومعجبة باين بقيس بن الملوح..
بس مش تقلقي أن قيس البنا بس..
وكأنها لم تستمع لحديثه من الأساس لم يصدر عنها أي ردة فعل تدل أنها استمعت إليه..
واصل يتسائل ببعض الهدوء وهو لم يتفاجئ بردة الفعل هذه
اسمك أيه
يعلم أن إجابته الصمت كان بين يديه دفتره الخاص وقلم وأخذ يدون بعض الأشياء وقبل أن يواصل حديثه معها كان الطبيب سامي يقتحم الغرفة وعلى وجهه أمارت الفزع وهدر آمرا
يلا الكل يرجع يقفل الستاير دي ويضلم
 

انت في الصفحة 1 من 30 صفحات