الوصيه العجيبه
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
المرآة_العجيبه
شاب متزوج له طفلة صغيرة ويعيش حياة تكاد تكون هادئة لولا تنغيص أم زوجته عليه إسمه زيدون فبعد ۏفاة زوجها وانتقالها للعيش معهم في بيتهم اصبحت حماته تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في حياتهم
وكان زيدون يلتزم جانب الصبر وكظم الغيظ في تعامله معها إحتراما لها ومن أجل خاطر زوجته ولكنه
أي أنها تتعمد إفتعال الشجارات معه حتى ييادلها بالمثل لكي تلجأ بعد ذلك الى الخطة البديلة وهي أن تمثل دور الضحېة المستضعفة التي يظلمها زوج ابنتها من أجل أن تشوه سمعته تلك السمعة الطيبة التي اشتهر بها بين الناس حسدا من عندها
فلقد أظهرا القسۏة والشدة إتجاهه منذ صغره دون سبب يذكر وتآمرا عليه كلاهما وكأنه عدوهما وليس أخيهما
وكانا يتحينان الفرصة دائما لإيذائه والنيل منه
وبالمقابل كان زيدون يدعو لهما دائما بالهداية ورقة القلب
أما زيدون فكانت زياراته لتوكيد صلة الرحم وقد استمرت تلك الزيارات حتى بعد مرض العم واشتداده عليه في الوقت الذي انقطعت عيادة الشقيقين له لأنه في آخر أيامه أصبح لا يميز أحدا
فلم يجد الشقيقان جدوى من زيارته مادام لا يميزهما تاركين أمر العناية به لزيدون وحده
بحصولهما على كل شيئ حتى أن زوجة زيدون بكت لخروجه صفر اليدين وانتقدت العم لأجل ذلك فلم يرض زيدون عن قولها
فقالت أنت من احببته حقا واعتنيت به لوحدك حتى آخر لحظة من حياته وهكذا يجازيك
ثم من يعلم فقد يكون ماله سببا في تعاستنا والله بحكمته قد أزاحه عن طريقنا لسبب لا يعلمه إلا هو سبحانه فينبغي أن نحمد الله على كل حال وأن لا نعترض على مشيئته
وقبل تسليم محتوياتها قام الشقيقان بتفتيش محتويات غرفة العلية في بيت العم تفتيشا دقيقا فلعل العم قد خبأ فيها كنزا لزيدون فإذا وجداه استوليا عليه
فنزلا من الغرفة العليا وهما يسعلان من الغبار وتحسرا على ضياع وقتيهما من أجل لا شيء
فصعد زيدون وأفرغ محتويات الغرفة والتي كانت عبارة عن قطع آثاث تتحطم بين يديه كلما رام رفعها لقدمها
وفي نهاية الغرفة وضعت هناك مرآة كبيرة مغطاة بملاية بيضاء
كانت المرآة هي القطعة الوحيدة السالمة من الضرر فحملها زيدون ونزل فاستقبله أخواه بالسخرية قائلين نعم هذا هو الشيئ الوحيد الذي تركه لك عمك لتنظر فيها طوال الوقت إلى أفشل فاشل وهو أنت هههههه
أوصل زيدون المرآة الى داره فتلقته حماته بالتقريع والكلام المسمۏم وهي تخبره أنه رجل لا خير فيه ولا نفع ولا جدوى إلى درجة أن عمه إستخسر فيه حتى العظام التي يرميها لكلابه وترك له فقط نفايات منزله ...
فتجاوزها زيدون دون ان يرد عليها ووضع المرآة في غرفة معزولة في داره نظر زيدون الى المرآة بحزن نظرة