الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية وصمة ۏجع بقلم سهام العدل(كاملة)

انت في الصفحة 46 من 126 صفحات

موقع أيام نيوز


الباب بهدوء ودلف داخل الغرفة ووقف مشدوها لما رأي.
الفصل_الثالث_عشر
صعد بهدوء الدرج واتجه نحو غرفة الولدين وطرق الباب بخفة حتى لا يستيقظا ولكن لم يجد رد ففتح الباب بهدوء ودلف داخل الغرفة ووقف مشدوها لما رأي..
مسح الغرفة بعينيه فوجد سريرا خاليا والسرير الآخر يجمع ثلاثتهم.. تنام غصون في المنتصف 
وقف يتأمل المشهد بمشاعر متضاربة من التعجب والذهول والسعادة والإعجاب بتلك المرأة التي إستطاعت أن تعطي كل تلك المشاعر من حنان واهتمام وحب وطمأنينة في تلك الفترة الصغيرة ولا ينكر أن لو رأي ذلك المنظر غريبا لم يصدق سوي أن تلك المرأة أمهم دون شك.

ابتسم وهو يقول لنفسه أن ياسمين فازت حقا بما راهنت عليه متذكرا رده عليها عندما أخبرته أن تلك غصون هي الأجدر بالإهتمام ورعاية الولدين ولكنه أخبرها حينها أن فاقد الشىء لا يعطيه ولكنها أجابته بالنفي وأن العكس فاقد الشيء يعطيه بسخاء وأن غصون ستخرج عاطفة الأمومة المكنونة بين أضلعها في حب الولدين الآن آمن أن ياسمين كان لها وجهة نظر صائبة ولم تخطئ فحقا ينام الولدين الآن وعلى وجههما الراحة والأمان الذي تمنى كثيرا أن ينعما به.
أشعل الضوء الخاڤت ثم اقترب بهدوء منهم لكي يحمل يزيد يضعه على السرير المجاور نظرا لضيق المكان خائڤا من أن ينزلق الولد من يدها واقعا أرضا ولكنه دون أن يدري وقف يتأمل ملامحها الهادئة شبه مبتسمة وكأنها هي الأخرى وجدت مأمنها مع الولدين تنام ببراءة تشبه براءة الطفلين اللذان يجاورنها ولأول مرة يدقق في ملامحها الجميلة الهادئة شعرها الأسود الناعم الذي يراه لأول مرة بدون ياسمين منذ ثلاثة أشهر وهي تأن ۏجعا من فقدان لجنينها وحرمانها من الأمومة مدى الحياة وۏجعها من دنيا لفظتها مستنكرة وجودها دون اهل وعائلة يتذكر دموعها وهي تقف أمام ذلك اللعېن الذي كان زوجها تنعي فقدانا وحرمانا وۏجعا
فاق من ذلك على ذكرى تنهش قلبه ولم تفارق صحوته ومنامه ذكرى حرمانا وفقدا ولكنه بشكل آخر.. فقدا مع سبق الإصرار.
نظر الطفلين اللذان ينعمانإمرأة ليست بأمهما بينما أمهما اختارت الرحيل هاربة تاركة وراءها في قلبه وقلب ولديه ۏجع لاينضب يطاردهم مدى الحياة.
في تلك اللحظة فزعت غصون وبحثت جوارها ثم نادت يزيد
الټفت لها ياسر يسكتها بس.. بس انا اللي نقلته كان هيقع
جلست وتملكها الفزع أكثر عندما علمت بوجود ياسر في الغرفة ثم رفعت تلقائيا يدها تتحسس شعرها الذي أنزلق من عليه الحجاب ثم تتحسس الوسادة باحثة عن حجابها وهي تقول بتوتر أنا آسفة النوم غلبني وانا بنيم الولاد ثم وقعت يدها على الحجاب ووضعته على رأسها ونهضت واقفة على الأرض أمام عيون ياسر الذي ينظر لتوترها وقلقها وكأنها مسكت بالجرم المشهود ثم سارت من أمامه متجهة إلى باب الغرفة فلحقها قبل أن تخرج يسألها رايحة فين
أجابته دون أن تلتفت له همشي بقى طالما حضرتك جيت بالسلامة
رد عليها بتعجب تمشي تروحي فين الساعة واحدة بعد نص الليل
ابتلعت ريقها بتوتر وردت بإضطراب ظاهر في نبرة صوتها هرجع البيت ماهو مينفعش أبات هنا
تقدم أمامها ونظر لها بينما هي لم ترفع بصرها إليه وقال ممكن نطلع نتكلم بره عشان الأولاد ميصحوش 
هزت رأسها بالموافقة وبالفعل سبقها خارج الغرفة وتبعته هي فوقف قائلا متقلقيش ياغصون ممكن تكملي الليلة مع الولاد أم تنامي في الأوضة دي وأشار لغرفة مجاورة لغرفة الاولاد وخدي راحتك واقفلي على نفسك إنما خروج للشارع دلوقتي أظنه جنان في الوقت ده وكلها ساعات وهتيجي تاني يبقى ملوش لزوم
ازدادت ضربات قلبها من فرط التوتر الذي يتملكها في حضرته ولكنها حاولت تجميع ذلك الشتات الذي تلبسها وقالت ماهو أنا إجازة بكرة عشان ده يوم راحة حضرتك 
زفر بيأس من إصرارها وقال بحدة ادخلي ياغصون نامي وبكره ابقى امشي..ثم اتجه ناحية غرفته ودلفها وأغلق الباب خلفه وهو يعلم أنه بذلك يخيفها حاسما للأمر.
بينما هي كانت تقف مرتجفة من حدته وعندما انصرف من أمامها دخلت تلك الغرفة التي أشار إليها وأغلقت الباب خلفها تحاول تهدئة نفسها مما مرت به منذ قليل .
فردت جسدها على السرير الموجود في الغرفة وظلت عدة دقائق
 

45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 126 صفحات